أحمد الله ما ادلهمّ المساء *******وبدا الصّبح فاستنار الفضاء
وصلاة بعدما لاح برق ******في دجى اللّيل واعتلت جوزاء
تَغْشَ طه واله ثم صحباً ********ما تغنت وغرّدت ورقاء
ثمّت اقرأمناظرات أجيدت******* بقريض يحبه النبلاء
بين ليل مدرع بسواد ********ونهار يزينه لألأء
مستعيناً بمالك الخلق طُرّاً******* وإليكم ما يعشق الأدباء
" الفجر واللّيل "
أشرق الفجر ياله من ضياءٍ******* باسم الويه يعتريه حياء
وأتى اللّيل في لباسٍ عجيبٍ***** يتمطى (كأنّهُ؟) الدّهمآء
ثم حيَّا إخوانه باحترامٍ ***********ووقارٍ فها به الحلسآء
وتمارى مع النّهار قليلا***** فاستمرّا وزادت الضّوضاء
" الفجر "
فانبرى الفجر كالشِّهاب ونادى** أيها الغر طبعك الخيلاء
كيف تستطيع أن تفاخر نورا ****وضياءً وأمُّك الطخياء
حسبك الآن أنني من قريش *****وقريش جميعهم فضلاء
" الليل "
فارتمى الليل آنذاك بتيهٍ ******بعد صبرٍ وطمّت الظُّلماء
ثم نادى وقال يا صبح أقصرِ *****فعمري ما أنت إلا وباء
أنت يا فجر أحمق متعالٍ *****ليس للحمق في البرايا دواء
أنا عبد وأنت مثلي عُبَيْد *******أتجاهلت أم أتاك الغباء
تدّعى الفخر بالضّياء وتنسى ***سورة اللّيل هكذا الجهلاء
تدّعى اليوم نسبة في قريشٍ***** فتفطن ما قالت الشعراء
والدّعاوى ما لم تقيموا عليها****** بيِّنات أبناؤها أدعياء
ثم لو صحَّ ما هناك افتخار***** إنما ذا تقوله السّفهاء
شرعنا الحق جاءنا بالتسّاوي ***غير فضلٍ يناله الأتقياء
فأبو الجهل أصله من قريشٍ **أفجر الخلق ما هناك خفاء
وبلال سما بدين وفضل *******وبعز وما به كبرياء
أأديم البلال عيب ونقصٌ ****أم فخار وسؤدد وعلاء
كان فذاً وكان براً تقياً**** يرزق الله فضله من يشاء
" الفجر "
بزغ الفجر عند ذاك بشر ********ولهيب وهايت الرّمضاء
وتلا بعض سورة النصر******** فألا وتباري كأنه العنقاء
ثم أرسى وخاطب اللّيل جهراً**** أيُّها اللّيل ما يفيد الرياء
نلت عرضي ولقَنوك مقالاً** صح بعض وبعض ذاك افتراء
أوباءً وجدتني وغبيّاً***** فتعاليت أم هي الشَحناء
أتراني مع الحماقةِ قِرناً ****أيّها اللّيل أم هي البغضاء
أسفيها لقيتني جاهليّاً ****فتطاولت أم دهاك العماء
أيها الليل زادك الله ضراً******** وبلاء وزالت النّعماء
أنا فجر لكلٍ عيش هنيء******** أنا نور يجني السعداء
أنا حقاً مكلل تاج عزٍ********* وبفضلي تزين الأجواء
إنما أنت ظالم ذو شقاءٍ********** ولهذا تحبك الأشقياء
ها هو الغرب في فجور وكفر ****وغرور تحفّه الأهواء
أنت فيهم نشرت علمك دهراً ***ثم جاءت في أثره الفحشاء
وانظر الشّرق مشرقاً بسناءٍ ********وصفاء وما بذاك مراء
فيه عز مرصع بجلال ****وقلوب تقية وهداء
غير بعضٍ تصهينوا ثم ضلُّوا**** وأضلُّوا فهم لنا أعداء
" اللّيل "
صرخ الليل في النهار بصوت *****أي صوتٍ فرنت الأصداء
أيها الليل ما اشتفيت لليلاً ******بانتقاصي ولا أتتها الإطراء
أتراني كما (تظنُّ يباناً؟).******* وتخيَّلت أنني بكاء
خاب والله ما تظنُّ ولكن ******أنا ليث وفي الحروب مضاء
فأنا الآن واقف بحسامٍ ******وقناةٍ صار بها العظماء
قلت في الغرب أنّ فيه فجوراً ******وغروراً وأنّ ذاك شقاء
ثمّتنسى بأن ّفي الشرق مملماً ******أيّ ظلم وعمّ فيه البلاء
أيّها الفجر كم رأينا زقاقا****** يلتقي فيه بالرجال والنساء
ثم عيناي آنست فيه فسقا******* من شباب تزينه الخنفساء
إنّ دين الإله حرم هذا******* أين أهل الجهاد والعلماء
أنقذوا الدين من سباب دمارٍ ******وفساد فأنتم الصلحاء
أيها الفجر هل وعيت مقالي******** أحقيق محقَّق أم هباء
" الفجر "
نطق الفجر بعد صمت طويل********** وهدوءٍ كأنّه إغماء
أيّها اللّيل إنّ قولك هذا *******لهو الحقُّ والطريق السَّواء
أنا يا ليل في جهادٍ عظيم********* وحياتي جميعها تعساء
وإذا كنت أيّها اللّيل حقاً****** تسمع النّصح ما هناك ازدراء
فالنجاة النجاة من شرِّ وقتٍ *****قلَّ فيه الدّعاة والنَّصحاء
" الليل "
أشفق اللّيل عند ذاك ونادى***** أيها الفجر ما يفيد الخفاء
قم بنا الآن للجهاد بجد***** ونشاطٍ فلا يدوم البقاء
" الفجر "
ضحك الفجر واطمئنَّ بهذا *****وصفا الودُّ بينهم والإخاء
وسماحا لما جرى من شقاق***** ونزاع وإن بدت أخطاء
ثم صلّوا على الرّسول وآلٍ ******وصحابٍ ما استوطن الغرباء