بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وبعد كلنا يعرف الفقر ويهرب منه ويحب الغنى ويبحث عنه وسبحان الله قد يولد انسانا غنيا ويظل فى الغنى يرتع ويلعب حتى يموت وبالعكس قد يولد انسانا فقيرا ويكافح ويناضل ثم يفتح الله عليه باب الرزق ويصير غنيا وقد يولد انسانا غنيا ويكون مسرفا يجرى وراء أطماعه وشهواته ثم يصير فقيرا وقد يولد انسانا فقيرا ويعيش فى الفقر طول حياته وهذا حال الدنيا لقد ولدنا فى قريه من قرى الاسماعيليه وكانت حال أهل القريه ناس غلابه يعيشون تحت خط الفقر وكانت الارض الزراعيه يملكها بعض الاثرياء والفلاحين يعملون بالارض حسب شروط المالك فمنهم من يزرع بالايجار ومنهم من يزرع بالنصف وكانت الحكايه ماشيه الكل يخافون الله ويتعاونون بنظام المزامله وكانت معدات الزراعه بدائيه محراث بلدى ونورج وطنبور وساقيه وفجأه ظهرت تباشير التقدم والاذدهار وتبدلت أحوال فلاحين القريه وظهر الجرار الزراعى وماكينات المياه ودخلت الكهرباء منازل الفلاحين ونسى معظم الفلاحين التعب والجهد الشاق وتمتع بمقتنيات العصر الحديث وظهر ذلك جليا فى أحوال المزارعين المعدمين وتعدل حالهم للأحسن وظهرت الوظائف وانتشر التعليم وأصبحت مهنة الزراعه عمل أضافى وترك معظم الفلاحين أراضيهم واكتفوا بالوظائف التى تبدأ يوميا من الساعة الثامنه صباحا وتنتهى الثانيه بعد الظهر وتراخى الناس وتكاسلوا واصبح المزارع المصرى عملة نادره حتى الفلاحات تغير حالهن وتبدل فبعد أن كانت الام تعلم بناتها خبيز العيش الفلاحى المستدير والعيش الرحالى والرقاف والفطير المشلتت وفطير السمن البلدى وكبلد زراعيه كانت تنتشر الافران البلديه فى كل بيت فى الريف المصرى وكان وقوده من الحطب بجميع انواعه مناعواد القطن والذره وحطب السمسم انتهى كل هذا ودخلنا فى معارك يوميه بدءا من رغيف العيش الذى حالته لاتسر عدو ولا حبيب ومرورا بأنبوبة البوتاجاز والثلاجه والغساله حتى الخلاط والتليفزيون والكومبيوتر والنت وهكذا جاء التطور فقلب القرى على ساكنيها واصبح المال هو عماد كل شيئ معاك مال تحصل على كل شيئ فقير تنظر بعينيك الى النعم والملذات وتتحسر وتقول فى نفسك لوأن لى لكنت المهم نحن الان نمر بمرحلة حرجه يتبارى فيها ابناء الشعب ويتنافسون غير مدركين بخطورة ماهم مقبلين عليه زواج غير متكافئ انجاب سريع تحت زرائع مختلفه ومتنوعه دخول متواضعه والحمل كله على الرئيس المنتخب ورئيس وزراءه والوزراء الانتاج متوقف البلد فى حالة غليان وفى وسط هذا الجو المشحون والمكهرب الجميع يتجه الى الله بالدعاء والتضرع والابتهال وكان الله فى عون الجميع وشكرا