بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
لحمد لله الذي وعد الصابرين أجرهم بغير حساب
وجعل لهم العواقب الجميلة في هذه الدنيا ويوم المآب
وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له
الرحيم التواب الكريم الودود الوهاب
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أيها الناس اتقوا الله تعالى
واعلموا ان الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجثمان
فمن لا صبر له فليس له يقين ولا إيمان
وقد امر الله بالاستعانة بالصبر والصلاة على جميع الأمور
وأخبر ان الصابرين لهم الدرجات العالية والخير والأجور
فقال مخبرا عن دار اهل القرار
جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة
يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم
بما صبرتم فنعم عقبي الدار
فإن سألتم عن حقيقة الصبر
فإنه حبس النفس وإلزامها ما يشق عليها ابتغاء وجه الله
وتمرينها على الطاعة وترك المحارم
وعلى الأقدار المؤلمة رضي بقدر الله
فمن عرف ما في طاعة الله من الخير والسعادة هان عليه الصبر
والمداومة عليه
وما في معصية الله من الضرر والشقاء
سهل عليه إرغام النفس والإقلاع عنها
ومن علم ان الله عزيز حكيم وأن المصائب بتقدير الرؤوف الرحيم
أاذعن للرضا ورضي الله عنه وهدى الله قلبه للإيمان والتسليم
فعليكم بالصبر على ما أصابكم والاحتساب
فإن ذلك يخفف المصيبة ويجزل لكم عند ربكم الثواب
ألا وان الجزع يزيد في المصيبة ويحبط الأجر ويوجب العقاب
فيا سعادة مَن رضي بالله ربا
فتمشى مع اقداره بطمأنينة قلب وسكون
وعلم ان الله ارحم به من والديه فلجأ إليه
وأنزل به جميع الحوائج والشؤون
بارك الله لي ولكم اجمعين